مع انخفاض أسعار العقارات وتشجع المستأجرين على امتلاك المنازل، ما زال الاستئجار يشكل خياراً جذاباً بحسب عارف مبارك، الرئيس التنفيذي لشركة مساكن دبي التابعة لشركة دبي القابضة. وقد أجرت مجلة "بروبرتي ويكلي" هذا اللقاء مع السيد عارف مبارك لاستطلاع رأيه حول سوق الاستئجار والنصائح التي يمكن أن يقدمها للملاك والمستأجرين.

ما هي النصائح التي يمكن أن تقدمها للمالكين؟

يجب إيلاء الأولوية للعملاء دائماً بحسب تجربتنا، ويجب أن يتفهم المالكون احتياجاتهم وبذل كافة الجهود لتلبيتها. كما سيتمكن المالكون من إتمام أي شيء يطلبه العملاء عندما يكون هناك حوار بنّاء بين الطرفين.

كيف يمكن للمالكين تحقيق عوائد أكبر من عقاراتهم؟

يجب أن تتوفر لديهم نظرة شاملة، بدءاً من اختيار الموقع والعقار، ومروراً بتوقيع اتفاقية التأجير المناسبة وتشغيل العقار. جميع هذه المكونات جزء من معايير الاستثمار، وهذا نهج شمولي يجب الالتزام به لتحقيق عوائد أكبر على العقار.

ما هي الأدوار التي تضطلع بها شركتكم؟

تعمل شركتنا على إدارة الدورة الكامل للأصول العقارية، بدءاً من تحديد الموقع والعقار والسوق، ووصولاً إلى التنفيذ والتسليم والتشغيل والاستبعاد. نركز كذلك على الاستدامة وتحسين قيمة أصولنا. لقد قمنا بتسليم أولى مشاريعنا السكنية المعدة للاستئجار في عام 2006، ونجحنا منذ ذلك الوقت في تعزيز محفظة أصولنا إلى 10 مجمعات سكنية تحتضن نحو 100 ألف شخص من 130 جنسية. تتراوح وحداتنا السكنية حالياً من الإسكان المؤسسي إلى الفلل الفاخرة، وهذه تشمل مجمعات سكنية راقية مثل "شروق" و"ليان"، ومجمعات عائلية مثل "غروب"، ومجمعات سكنية للفئات متوسطة الدخل مثل "بوابة الخيل"، والمشاريع المبنية لأغراض معينة مثل "الرحابة ريزدنسز"، والإسكان المؤسسي لمجموعة جميرا، ومساكن العمال مثل "نُزُل" و"القوز"، ووحدات معدة للاستئجار فقط في "رمرام" و"دبي وارف" و"منازل الخور" في واجهة الجداف المائية.

ما هي ميزات الاستئجار؟

توفر سوق الاستئجار ميزات عديدة، مثل التعامل مع مالك واحد، والسكن في مجمع كبير تديره شركة مالكة واحدة، وانعدام رسوم الخدمات، وتوفر أدوات التواصل التي تمكّن السكان من التعامل مع المالك لإدارة المنشأة والصيانة وغيرها من المتطلبات. إن التعامل مع شركة مالكة واحدة لمجمع سكني كبير يشكل ميزة كبيرة بحد ذاته، فالسكان يفضلون التعامل مع مالك واحد يحظى بحضور مستقر وقوي في السوق.

ما الأشياء أو المميزات التي يتطلع المستأجرون إليها حالياً؟

يحتل الموقع المرتبة الأولى من حيث الأهمية، وقد غطّت شركتنا معظم المواقع المهمة في أنحاء دبي. العامل الثاني هو السعر، ثم الميزات التي تقدمها الوحدة السكنية، تتبعها خيارات الأحجام والمرافق ضمن المجمع السكني. كما يتطلع المستأجرون إلى الاستفادة من تجربة عملاء جيدة، ومدى سهولة التعامل مع المالك، وسرعة حل المشاكل التي يواجهونها. إن توفر جهة مالكة يسهل التواصل معها لتلبية مختلف الاحتياجات يمنح راحة البال للسكان والمستأجرين.

كيف توظّفون التكنولوجيا لتحسين خدماتكم؟

نركز على الخدمات الرقمية واستخدام التكنولوجيا لتعزيز هيكل عملياتنا الأساسي. وقد قمنا بمواءمة رؤيتنا مع استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية، وكنا أول من يقدم تجربة تأجير ملكية رقمية بالكامل في دبي من خلال تطبيق "دبي الآن". كما أطلقنا تطبيقاً وبوابة إلكترونية تمكّن المستأجرين لدينا من القيام بكل الإجراءات، بما في ذلك تقديم طلبات الصيانة. وفي غضون ستة أسابيع، حققنا تسجيلاً وصلت نسبته إلى 20% حتى الآن، ويعتبر ذلك مؤشراً جيداً.

هل يعدّ الوقت مناسباً للمستأجرين للترقية إلى منازل أكبر؟

لدينا أداة قيد الاستخدام تتيح للأشخاص ضمن مجمعاتنا ترقية عقاراتهم أو تخفيضها. وتوفر لهم المرونة اللازمة للتحكم بالوحدات. والأمر لا يتعلق دائماً بالترقية. فنحن كمالكين علينا تلبية احتياجات الناس، في حال رغبتهم بترقية عقاراتهم أو تخفيضها.

ما مدى شعبية المجمّعات السكنية المكتفية ذاتياً؟

كلّ مجمّعاتنا مكتفية ذاتياً ومخدّمة بشكل كامل، وتشتمل على وسائل الراحة الأساسية التي يحتاجها أي مقيم، بدءاً من متاجر التجزئة وحتى برك السباحة، ومن ساحات اللعب إلى المساحات الخضراء المفتوحة وخيارات وسائل النقل. وتحظى مجمّعاتنا بإقبال كبير، حيث يحافظ معدّل الإشغال على نسبة تقارب 95%.

هل لكم أن تطلعونا على بعض المجمّعات السكنية الأكثر شعبية لديكم؟

تحظى كلّ مجمّعاتنا السكنية بشعبية كبيرة تتجلى في معدلات الإشغال العالية. وفي كل عام، ننفق عشرات الملايين على تحسين مجمّعاتنا، في إطار عمليات دورة الأصول التابعة لنا، حيث نعيد الاستثمار بصورة سنوية في كلّ مجمعاتنا، وهو الأمر الذي يُبقي أصولنا في المستوى الأمثل. ويشكل الأفراد الحصة الأكبر ضمن قاعدة عملائنا بنسبة 60%، في حين تُمثل الشركات نسبة 40%. وتعد "بوابة الخيل" من أكثر مجمّعاتنا شعبية، بناءً على ردود الأفعال الإيجابية التي نتلقاها من عملائنا من الشركات التي اختارت إسكان العديد من موظفيها هناك. ويتميز المجمّع بموقعه المثالي، ووسائل الراحة المتنوعة. كذلك يعتبر مجمّعا "شروق" و"غروب" في مردف بالقرب من مراكز التسوق والمدارس، من بين خيارات الإسكان الرائجة لدينا.

كيف تقومون بابتكار تجارب العيش الشاملة؟

نضع تركيزنا بصورة كبيرة على الفعاليات المجتمعية التي تجمع بين المقيمين في مجمعاتنا، حيث استضفنا ونظمنا أكثر من 50 فعالية حضرها ما يزيد عن 50 ألف شخص في مجمّعاتنا. وتشتمل أجندة الفعاليات على جلسات اليوغا، والبرامج التدريبية، والأيام الترفيهية العائلية، والأسواق الليلية، وأمسيات الأفلام في الهواء الطلق، ومآدب الإفطار الرمضانية، والكثير غيرها. ونسعى باستمرار للبحث عن طرق تضفي الابتسامة والسعادة على المقيمين لدينا، من خلال المبادرات الإنسانية اللطيفة. وعلى سبيل المثال، قمنا بتوزيع أكثر 600 وردة داخل مجمّعاتنا في عيد الأم، وتلقينا استجابة رائعة من المقيمين الذين لامست هذه البادرة مشاعرهم.

ما هي خططكم المستقبلية؟

نعمل على تطوير محفظتنا الاستثمارية بطريقة استراتيجية للغاية، تتيح لنا تحقيق النمو اعتماداً على الفرص المتاحة. ونقوم بتوسيع محفظتنا في "دبي وارف" و"منازل الخور" على واجهة الجداف المائية التي تتميز بموقعها الفريد على خور دبي في وسط المدينة، وعلى مقربة من متحف "فن جميل" الذي تم افتتاحه مؤخراً. وتحظى المنطقة بإمكانات كبيرة نتوقع معها أن تشهد مزيداً من الطلب في المستقبل.